عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾    [يس   آية:٢٤]
{إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} أي إن اتخذت من دونه آلهة فإني إذًا في ضلال ظاهر لا يخفى على من له أدنى مسكة من عقل، وهو لا يعني بهذا القول نفسه فقط، وإنما يريد بذلك المخاطبين أيضًا. والمعنى: إن اتخذتم آلهة هذا شأنها وتركتم فاطركم وخالقكم فأنتم في ضلال ظاهر. وقد أجرى القول على نفسه ولم يواجههم بذاك لئلا يثير استفزازهم وعصابيتهم وليستمعوا عقولهم وتفكيرهم لعلهم يرجعون إلى الحق. وقد أكد العبارة بإن واللام، ووصف الضلال بأنه مبين غير خفي؛ لأنه إن فعل ذلك كان كذلك حقًا، ولأن المقام يستدعي هذه التأكيدات مع ظهورها؛ لأن المخاطبين ينكرون ذلك أشد الإنكار على ظهوره ووضوحه. ** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الثاني من ص 116 إلى ص 116.