عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ﴿٩٦﴾    [الأنبياء   آية:٩٦]
{حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96)} {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ} على حذف مضاف، أي سد يأجوج ومأجوج (1) "فحذف المضاف وأدخلت علامة التأنيث في (فتحت) لما حذف المضاف لأن يأجوج ومأجوج مؤنثان بمنزلة القبيلتين. وقيل: حتى إذا فتحت جهة يأجوج" (2). ونحو هذا التعبير وارد في القرآن وذلك قوله سبحانه: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء: ۱۲3] و {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء: ١٤١] بتأنيث الفعل على التقدير. وجاء بـ (إذا) ولم يأت بـ (إن) لأن ذلك واقع لا محالة، فإن (إذا) يؤتى بها لما يقطع بوقوعه أو لما يكثر وقوعه. وأما (إن) فيؤتى بها في الغالب في المعاني المحتملة الوقوع والمشكوك في حصولها والموهومة والنادرة والمستحيلة وسائر الافتراضات الأخرى (3). وذلك نحو قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [القصص: 71- 72]. وقوله: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي} [الأعراف: 143]. و(الحدب): ما ارتفع وغلظ من الأرض (4). (ينسلون): يسرعون. وقال: {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ }بجماعة الذكور لأن المراد بذلك أفرادهم. ** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الرابع من ص 228 إلى ص 229. (1) الكشاف 2/337، البحر المحيط 6/339. (2) التفسير الكبير – المجلد الثامن 185. (3) انظر معاني النحو 4/80 وما بعدها. (4) لسان العرب (حدب).