عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴿٩٢﴾    [الأنبياء   آية:٩٢]
{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93)} أي إن هذه ملتكم ملة واحدة وهي ملة الإسلام، وهي الملة التي كان عليها الأنبياء والمرسلون وهي متفقة في أصولها ولا تختلف إلا في الفروع كما قال تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيه} [الشورى: ۱۳]. وقال لنبيه خاتم الرسل: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 161]. وقـال: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: ۱۲۳]. جاء في (الكشاف): "الأمة: الملة، و(هذه) إشارة إلى ملة الإسلام. أي إن ملة الإسلام هي ملتكم التي يجب أن تكونوا عليها لا تنحرفون عنهـا، يشـار إليهـا ملـة واحـدة غيـر مختلفة... والخطـاب للنـاس جميعًا" (1). وجاء في (البحر المحيط): "ويحتمل أن تكون (هذه) إشارة إلى الطريقة التي كان عليها الأنبياء المذكورون من توحيد الله تعالى هي طريقتكم وملتكم طريقة واحدة لا اختلاف فيها في أصول العقائد، بل ما جاء به الأنبياء من ذلك هو ما جاء به محمد " (2). ** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الرابع من ص 216 إلى ص 217. (1) الكشاف 2/336. (2) البحر المحيط 6/337.