عرض وقفة أسرار بلاغية
- ﴿وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ ﴿٨٥﴾ ﴾ [الأنبياء آية:٨٥]
- ﴿وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٦﴾ ﴾ [الأنبياء آية:٨٦]
{وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (86)}
ذكر هؤلاء بعد أيوب لاشتراكهم في الصفة التي ذكر بها أيوب وهي الصبر وذلك في قوله سبحانه: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا} [ص: 44].
يدل على ذلك أنه ختم الآية بقوله: {كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ}.
جاء في (روح المعاني): "أي كل واحد من هؤلاء (من الصابرين) على مشاق التكاليف وشدائد النوب، ويعلم هذا من ذكر هؤلاء بعد أيوب عليهم السلام" (1).
وجاء في (التحرير والتنوير): "عطف على أيوب، أي وآتينا إسماعيل وإدريس وذا الكفل حكمًا وعلمًا. وجمع هؤلاء الثلاثة في سلك واحد لاشتراكهم في خصيصة الصبر كما أشار إليه قوله تعالى: {كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ}. جرى ذلك لمناسبة ذكر المثل الأشهر في الصبر وهو أيوب" (2).
ثم قال بعد ذلك: {وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ}جعل الصلاح سببًا للدخول في رحمته سبحانه. وقد بينا نحو هذا التعبير في قوله تعالى في هذه السورة: {وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ} وذلك في سيدنا لوط عليه السلام.
** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الرابع من ص 196 إلى ص 196.
(1) روح المعاني 17/82.
(2) التحرير والتنوير 17/128.