عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنطِقُونَ ﴿٦٥﴾    [الأنبياء   آية:٦٥]
{ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) } أي بعد أن استقاموا ورجعوا إلى عقولهم انقلبوا فعادوا إلى باطلهم. شبه ذلك بمن انقلب على رأسه فقالوا: لقد علمت أن هؤلاء لا ينطقون فكيف تطلب منا أن نسألهم؟ جـاء فـي (الكشـاف): "(نكستـه): قلبتـه فجعلت أسفلـه أعـلاه، وانتكس: انقلب. أي استقاموا حين رجعوا إلى أنفسهم وجاءوا بالفكرة الصالحة، ثم انتكسوا وانقلبوا عن تلك الحالة" (1). وجاء في (تفسير أبي السعود): "أي انقلبوا إلى المجادلة بعدما استقاموا بالمراجعة. شبه عودهم إلى الباطل بصيرورة أسفل الشيء أعلاه... والله لقد علمت أن ليس شأنهم النطق فكيف تأمرنا بسؤالهم؟" (2). لقد جاء بالفاء في قوله: {فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا} للدلالة على سرعة ما حصل لهم، فهو كالمفاجأة لهم. ثم جاء بعد ذلك بـ (ثم) فقال: {ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ} أي بعد مهلة، فهم كالذي يفوق من صدمة فعاد إلى حالته الأولى. ** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الرابع من ص 153 إلى ص 153. (1) الكشاف 2/332. (2) تفسير أبي السعود 3/713.