عرض وقفة أسرار بلاغية
{قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59)}
استفهموا على سبيل البحث والإنكار والتوبيخ فقالوا: {مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا} وذلك بعد أن رجعوا من عيدهم وشاهدوا ما شاهدوا من التكسير والتحطيم (1).
وقالوا: (بآلهتنا) "ولم يشيروا إليها بـ (هؤلاء) وهي بين أيديهم مبالغة في التشنيع" (2).
وقيل: يحتمل أن تكون (من) اسمًا موصولاً، وجملة {إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ} خبرًا عنه "والمعنى: الذي فعل هذا الكسر والحطم بآلهتنا إنه معدود من جملة الظلمة" (3).
والاستفهام أظهر، يدل على ذلك قوله بعد الآية: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ}
فإن كون هذا جوابًا عن سؤالهم أظهر.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أن الاستفهام أدل على الإنكار والتوبيخ من الإخبار.
وقالوا: {إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ} فأكدوا كلامهم بإن واللام ولم يقولوا: (إنه من الظالمين) للدلالة على كبير ظلمه وشناعة فعله.
** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الرابع من ص 148 إلى ص 149.
(1) انظر البحر المحيط 6/323، تفسير أبي السعود 3/711.
(2) تفسير أبي السعود 3/711.
(3) تفسير أبي السعود 3/711.