عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٥٤﴾    [الأنبياء   آية:٥٤]
{قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (54)} فقال لهم مؤكدًا: إنهم وآباءهم ساقطون في الضلال الظاهر البين منغمسون فيه. وقال: (في ضلال) بـ (في) الظرفية ولـم يقل: (ضالين) للدلالة على انغماسهم في الضلال فلا يتبينون الحـق وأن الضـلال "قد أحاط بكم إحاطة الظرف بالمظروف" (1) جاء في (روح المعاني): "وفي اختيار (في ضلال) على (ضالين) ما لا يخفى من المبالغة في ضلالهم. وفي الآية دليل على أن الباطل لا يصير حقًا بكثرة المتمسكين به" (2). وقال: (مبين) للدلالة على أن هذا الضلال ظاهر غير خفي. جاء في (تفسير أبي السعود): "(مبين) أي ظاهر بيّن بحيث لا يخفى على أحد من العقلاء كونه كذلك" (3). ** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الرابع من ص 141 إلى ص 142. (1) نظم الدرر 12/436. (2) روح المعاني 17/59. (3) تفسير أبي السعود 3/709.