عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾    [الأنبياء   آية:٣٨]
{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38)} يقولون ذلك استهزاء بما وعدهم رسولهم (1). وقال: (يقولون) ولم يقل: (قالوا) للدلالة على تكرار القول منهم. وقال: (هذا الوعد) بحرف الإشارة للقريب، ولم يقل: (ذلك) للدلالة على أنهم يقولون ذلك حين يعدهم ولا يدعون ذلك فيقولونه بعد حين. وقوله: {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} يدل على أن المسلمين كانوا يعدونهم بما أنزل الله كما يعدهم رسولهم فقالوا: {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} بالجمع، ولم يقولوا: (إن كنت من الصادقين) فيجعلون الخطاب للرسول وحده. في حين قال في الرسل الآخرين: {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} فجعلوا الخطاب للرسول فهو الذي كان يعدهم، وذلك في عاد قوم هود (انظر الأعراف 70، الأحقاف 22)، وقوم نوح (انظر هود 32)، وقوم صالح إذ قالوا لرسولهم: {يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الأعراف: 77]. في حين ورد قوله سبحانه: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38)} في ستة مواضع كلها في خطاب أصحاب الرسول وذلك في يونس 48، والأنبياء 38، والنمل 71، وسبأ 29، ويس 48، والملك 25. مما يدل على أن المسلمين كانوا يبلغون ما أرسل به رسولهم. وهذه إشارة إلى أن المسلمين ما كانوا يقعدون عن الدعوة إلى الله سبحانه وتبليغ ما أنزل إليهم. ** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الرابع من ص 96 إلى ص 97. (1) انظر البحر المحيط 6/313، روح المعاني 17/49.