عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾    [الأنبياء   آية:١٣]
{لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13)} من المحتمل انه قيل لهم ذلك والقول محذوف، أو أن ذلك قول بلسان الحال، أي حريّ بهم أن يقال لهم ذلك. جاء في (تفسير أبي السعود): "أي قيل لهم بلسان الحال أو بلسان المقال" (1). والهروب من مساكنهم وما فيه من ترف ورفاه وسعة عيش فجأة من دون تأخر يدل على شدة ما نزل بهم. {لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ} عما نزل بكم وما جرى لأموالكم ومساكنكم وماذا تأمرون وبم تشيرون علينا وماذا نفعل. وهذا تهكم بهم. جاء في (الكشاف): "فإن قلت: من القائل؟ قلت: يحتمل أن يكون بعض الملائكة أو من ثم من المؤمنين أو يجعلوا خلقاء بأن يقال لهم ذلك وإن لم يقل. {وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ} من العيش الرأفة والحال الناعمة، والإتراف: إبطار النعمة وهي الترفة. {لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ} تهكم بهم وتوبيخ، أي ارجعوا إلى نعيمكم ومساكنكم لعلكم تسألون غدًا عما جرى عليكم ونزل بأموالكم ومساكنكم فتجيبوا السائل عن علم ومشاهدة" (2). وجاء في (روح المعاني): {لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ} تقصدون للسؤال والتشاور والتدبير في المهمات والنوازل، أو تسألون عما جرى عليكم ونزل بأموالكم فتجيبوا السائل عن علم ومشاهدة، أو يسألكم حشمكم وعبيدكم فيقولوا لكم: بم تأمرون وماذا ترسمون وكيف نأتي ونذر كما كنتم من قبل" (3). ** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الرابع من ص 41 إلى ص 42. (1) تفسير أبي السعود 3/690. (2) الكشاف 2/322. (3) روح المعاني 17/16.