عرض وقفة أسرار بلاغية
{فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12)}
الركض: ضرب الدابة بالرجل، يقال: (ركض الدابة) أي ضربها برجله لتسرع.
ومعنى الآية أنهم لم أحسوا العذاب ركضوا دوابهم هاربين من القرية. ويحتمل أنهم جروا على أرجلهم مشبهين من يركض الدابة لسرعة عدوهم.
و(إذا) فجائية، أي هربوا عند إحساسهم بالعذاب من دون تأخر أو انتظار. جاء في (الكشاف): "والركض: ضرب الدابة بالرجل، ومنه قوله تعالى: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} [ص: 42]. فيجوز أن يركبوا دوابهم يركضونها هاربين منهزمين من قريتهم لما أدركتهم مقدمة العذاب ويجوز أن شبهوا في سرعة عدوهم على أرجلهم بالراكبين الراكضين لدوابهم" (1).
وجاء في (البحر المحيط): "والظاهر أنهم لما أدركتهم مقدمة العذاب ركبوا دوابهم يركضونها هاربين منهزمين. قيل: ويجوز أن شبهوا في سرعة عدوهم على أرجلهم بالراكبين الراكضين لدوابهم، فهم يركضون الأرض بأرجلهم كما قال: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} (2).
** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الرابع من ص 40 إلى ص 41.
(1) الكشاف 2/322.
(2) البحر المحيط 6/300.