عرض وقفة أسرار بلاغية
- ﴿لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠﴾ ﴾ [الأنبياء آية:١٠]
{لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10)}
الذكر: الشرف والصيت والثناء، والذكر: الكتاب الذي فيه تفصيل الدين ووضع الملل، والذكر: الموعظة، والتذكير: الوعظ (1).
والمعنى: لقد أنزلنا إليكم كتابًا فيه شرفكم وصيتكم وفيه موعظتكم وهداكم. فجمع فيه الهدى والموعظة والصيت والشرف والثناء عليهم.
أفلا تعقلون عظمة هذا الكتاب ونفعه لكم؟ وهل هناك عاقل يرفض ما فيه من خير كثير؟! وماذا يريد الإنسان أكثر من ذلك؟! وجاء بـ (لقد) الدالة على القسم ليؤكد هذا الأمر.
جاء في (الكشاف): "(ذكركم) شرفكم وصيتكم، كما قال: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: ٤٤] أو موعظتكم، أو فيه مكارم الأخلاق التي كنتم تطلبون بها الثناء أو حسن الذكر، كحسن الجوار والوفاء بالعهد وصدق الحديث وأداء الأمانة والسخاء وما أشبه ذلك" (2).
** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الرابع من ص 35 إلى ص 36.
(1) انظر لسان العرب (ذكر)، تاج العروس (ذكر).
(2) الكشاف 2/322 وانظر البحر المحيط 6/299، تفسير أبي السعود 3/689، روح المعاني 17/14 – 15.