عرض وقفة أسرار بلاغية
- ﴿بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ﴿٥﴾ ﴾ [الأنبياء آية:٥]
{بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (5) }
"أضربوا عن قولهم هو سحر إلى أنه تخاليط أحلام، ثم إلى أنه كلام مفترى من عنده، ثم إلى أنه قول شاعر، وهكذا الباطل لجلج، والمبطل متحير رجاع غير ثابت على قول واحد" (1).
"وهذه الأقوال الظاهر أنها صدرت من قائلين متفقين انتقلوا من قول إلى قول، أو مختلفين قال كل منهم مقالة" (2).
وقوله: {فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ} "جواب شرط محذوف، أي أن لم يكن كما قلنا فليأتنا بآية كما أرسل الأولون" (3).
وهذه الأقوال جمعت القول في طبيعة الرسول وفيما جاء به وفي صفاته.
ففي طبيعة الرسول ذكر أنهم قالوا إنه بشر مثلهم.
وفيما جاء به قالوا إنه سحر وإنه أضغاث أحلام.
وفي صفاته قالوا إنه افتراه وإنه شاعر.
** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الرابع من ص 23 إلى ص 24.
(1) الكشاف 2/321.
(2) البحر المحيط 6/297.
(3) فتح القدير 3/385.