عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿١٢٠﴾    [هود   آية:١٢٠]
{وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [هود: 120] أي نقص عليك كل نبأ من أنباء الرسل ما فيه تثبيت لفؤادك وطمأنينة لقلبك، فإنك ستعلم بذلك أنك لست الوحيد في عدم استجابة قومك لك، بل ذلك شأن الأمم مع رسلهم فإنهم لاقوا الكثير منهم. وقوله: {مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} بدل من (كلا) ويحتمل أوجهًا إعرابية أخرى (1). والإشارة بـ (هذه) يحتمل أن تكون إلى القصص وما جاء فيها من الأنباء، ويحتمل أن تكون إلى السورة أو الإشارة إليها مع نظائرها (2). وعرّف (الحق) لأنه الحق المعلم الذي لا حق سواه. ونكر الموعظة والذكرى لأنهما قد يكونان في غير ما ذكر مما يتعظ به الناس ويكون لهم به ذكرى. فالموعظة والذكرى قد تتعدد، أما الحق الواحد. جاء في (روح المعاني) أنه قيل: "الظاهر أن يقال إنما عرف الأول لأن المراد منه ما يختص بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وأما الموعظة والتذكير فأمر عام لم ينظر فيه لخصوصية" (3). ** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الثالث من ص 371 إلى ص 372. (1) انظر تفسير القرطبي 9/116، روح المعاني 12/167. (2) انظر روح المعاني 12/167. (3) روح المعاني 12/167.