عرض وقفة أسرار بلاغية
- ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ ﴿١٠٣﴾ ﴾ [هود آية:١٠٣]
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُود} [هود: 103] قال: {ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ} ولم يقل: (مجموع فيه الناس) للدلالة على عظم ذلك اليوم، فإن الناس يجمعون له ولأجله، فالجمع إنما يكون لأجل ذلك اليوم، فهو علة الجمع، ولو قال: (فيه) لكان المعنى أنهم مجموعون فيه لأمر آخر. وإنما قال: (له) ليدل على أنه هو الغرض من جمعهم كما قال تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} [التغابن: 9]، وقال: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ} [آل عمران: 25].
وقال: {مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُود} فجاء باسم المفعول، والمعنى (سيجمعون له) للدلالة على أنه كائن لا محالة.جاء في (الكشاف): "فإن قلت: لأي فائدة أوثر اسم المفعول على فعله؟قلت: لما في اسم المفعول من دلالة على اثبات معنى الجمع لليوم، وأنه يوم لا بد من أن يكون ميعادًا مضروبًا لجمع الناس له، وأنه الموصوف بذلك صفة لازمة، وهو أثبت أيضًا لإسناد الجمع إلى الناس وأنهم لا ينفكون منه" (1).
** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الثالث من ص 339 إلى ص 340.
(1) الكشاف 2/115.