عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴿٩٢﴾    [هود   آية:٩٢]
{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ} ولم يقل: (أعز عليكم مني) لأن الله هو الذي أرسله فعزته من عزة مرسله. فإن الرسول عزته إنما هي من عزة من أرسله، فكلما كان المرسل عزيزًا كان رسوله كذلك. {إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} قال: (إن ربي) بإضافة الرب إليه لأنه سيده والقيم عليه. ولم يقل: ( ربكم) وإنما أضاف الرب إليه ليدل على عزته. وقدم الجار و المجرور (بما تعملون) على خبر إن (محيط)؛ وذلك لأن الكلام على عملهم وقد مر ذكر الكثير من أعمالهم. فإنه سبق هذه الآية ذكر العمل، وجاء بعدها ذكر العمل فقال: {وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ } {إِنِّي عَامِلٌ} فناسب تقديم قوله: (بما تعملون). ** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الثالث من ص 325 إلى ص 326.