عرض وقفة أسرار بلاغية
- ﴿قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ﴿٨٧﴾ ﴾ [هود آية:٨٧]
{قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} [هود: 87]
أنكروا عليه أمرين بمقابل دعوته لهم إلى أمرين.
فقد قال لهم: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
فقالوا له: {أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا}
وقال لهم: {وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ}، {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ}
فقالوا له: {أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ}
أي أصلاتك تأمرك أن نترك فعل ما نشاء في أموالنا؟!
وذكروا له صفتين فيه: الحليم الرشيد.
فدعاهم إلى أمرين، وردوا عليه بأمرين، ووصفوه بصفتين.
وقولهم: {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ}.
الظاهر أي إنك معروف بالحلم والرشد فكيف تقول ذاك؟!
وتعريف الوصفين للدلالة على أنه معروف بهاتين الخلتين، أي إنك المعروف بهاتين الخصلتين، ذكروا ذلك تهكما أو حقيقة.
وجاء بضمير الفصل والتوكيد بإن واللام وتعريف الوصفين ليدل على قصر الحلم والرشد عليه دون غيره استهزاء، فإنه لم يقل بمقالته أحد من قومه غيره.
** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الثالث من ص 321 إلى ص 322.