عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ ﴿٧٤﴾    [هود   آية:٧٤]
{فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ} [هود: 74] قدم ذهاب الروع على مجيء البشرى لأنه أهم بالنسبة إلى الخائف؛ لأن الخائف لا يستمتع بالبشرى حتى يأمن. {يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ} (يجادلنا) أي يجادل رسلنا في أمر قوم لوط وشأنهم (1). ولكن لما كان هذا أمر الله وهو الذي أرسلهم به كان كأنه جادل سبحانه في أمره "ففيه مجاز في الإسناد، وكانت مجادلته عليه السلام لهم ما قصه الله سبحانه في سورة العنكبوت {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31) قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا} فقوله عليه السلام: {إِنَّ فِيهَا لُوطًا} مجادلة" (2). ** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الثالث من ص 279 إلى ص 279. (1) انظر تفسير الرازي 6/376، روح المعاني 12/102. (2) روح المعاني 13/102 – 103، لسان العرب (أوه).