عرض وقفة أسرار بلاغية
- ﴿قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ ﴿٧٣﴾ ﴾ [هود آية:٧٣]
{قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} [هود: 73]
قالوا منكرين عليها عجبها بلطف ودعاء: {أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ}، والمؤمن قد يعجب من أمر الله إذا استعظمه وإن كان يعلم أنه لا حدود لقدرة الله وأنه يفعل ما يشاء.
{رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ}.
رحمة الله عامة تشمل خيري الدنيا والآخرة، والبركات من الرحمة وهي أخص منها، فمن بارك الله عليه فقد رحمه.
والبركات: الخيرات التامة المتكاثرة.
ومجموع ما حيّا به الملائكة هي التحية التامة التي لا أفضل منها وهي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فقد بدأوا بقولهم: (سلامًا).
ثم أتبعوا ذلك مخاطبين امرأة سيدنا إبراهيم بقولهم:
{رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ } وهذا يحتمل الدعاء، ويحتمل الإخبار بأن رحمة الله وبركاته عليهم.
فهم لم يقولوا: (إن رحمة الله وبركاته عليكم) لئلا يكون خبرًا محضًا، وإنما قالوا: {رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ} ليحتمل الدعاء والإخبار، وهما مرادان معًا. وقد يكون ذلك من التحية.
جاء في (روح المعاني): {رَحْمَةُ اللَّهِ} المستتبعة كل خير ... و{وَبَرَكَاتُهُ} أي خيراته التامة المتكاثرة التي من جملتها هبة الأولاد.
وقيل: الرحمة : النبوة ... وقيل: رحمته تحيته" (1).
و{أَهْلَ الْبَيْتِ} يحتمل أن يكون نصبا على المدح، وأن يكون نداء. وقيل: يحتمل أن يكون نصبًا على الاختصاص (2)، وفيه نظر.
{إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} والحميد: الذي يستحق الحمد على جهة الثبوت، والمجيد: الرفيع الكثير الخير والإحسان (3).
** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الثالث من ص 278 إلى ص 279.
(1) روح المعاني 12/100 – 101.
(2) انظر روح المعاني 12/101، الكشاف 2/107.
(3) روح المعاني 12/101.