عرض وقفة أسرار بلاغية
- ﴿وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴿٧١﴾ ﴾ [هود آية:٧١]
{وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} [هود: ۷۱]
لما سمعت بتأمين زوجها وأنهم أرسلوا إلى قوم لوط ضحكت سرورا بهذا الخبر، فبشروها زيادة في إدخال السرور عليها بالولد وبولد الولد.
وأسند البشارة إليه سبحانه فقال: {فَبَشَّرْنَاهَا} زيادة في إكرامها.
جاء في (البحر المحيط): "فبشرناها على لسان رسلنا ... قال ابن عطية: أضاف فعل الملائكة إلى ضمير اسم الله تعالى، إذ كان ذلك بأمره ووحيه" (1).
ولما أسند البشارة إليه سبحانه فقال: (فبشرناها) عظمت البشارة فشملت الولد وولد الولد، وأنها تعيش حتى ترى ولد ولدها.
جاء في (روح المعاني): "كأنهم بشروها بأن تعيش حتى ترى ولد ولدها، أو بأن يولد لولدها ولد" (2).
وجاء في (البحر المحيط): "وبشرت من بين أولاد إسحاق بيعقوب؛ لأنها رأته ولم تر غيره" (3).
في حين لما أسند البشارة إلى الملائكة اختصت بذكر الغلام وذلك في الحجر والذاريات. فقال في الحجر: {قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} [الحجر: 53]، وقال في الذاريات: {فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} [الذاريات: 28] وكانت البشري بعد التأمين من الخوف في جميع المواضع لتتم الفرحة وتنبسط النفس بها، وإلا فالخائف يطلب الأمن أولًا.
** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الثالث من ص 276 إلى ص 277.
(1) البحر المحيط 5/243.
(2) روح المعاني 12/99.
(3) البحر المحيط 5/243.