عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ﴿٦٥﴾    [هود   آية:٦٥]
{فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ} [هود: 65] أي فذبحوها، والعقر قطع عضو، ويستعمل في النحر أيضًا. وقال: (فعقروها) ولم يقل: (فنحروها) لئلا يظن أنهم استحقوا العذاب بسبب نحرها وأنهم لو لم ينحروها لم يعذبهم، وإنما استحقوا العذاب بعقرها وإن لم يذبحوها، ذلك أنه حذرهم فقال لهم: {وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ} فيأخذهم العذاب. فأي مس بالسوء مهما كان فهو مدعاة إلى العقوبة. وقال: (فعقروها) فأسند العقر إليهم كلهم وإن كان العاقر واحدًا كما أخبر ربنا بقوله: {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} [القمر: 29] وذلك لأنهم تمالؤا على ذلك بدلالة قوله: {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ} فأسند العقر إليهم فاستحقوا العذاب أجمعون. {ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ } أي غير مكذوب فيه، أو (وعد غير كذب) لأن المكذوب قد يكون مصدرًا بمعنى الكذب. ** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الثالث من ص 260 إلى ص 260.