عرض وقفة أسرار بلاغية
- ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴿٥٢﴾ ﴾ [هود آية:٥٢]
{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} [هود: 52]
مناسبة هذه الآية لما قبلها مناسبة لطيفة، فإنه نفى إرادة مصلحة نفسه في الآية السابقة ودعاهم إلى مصلحتهم هم في هذه الآية. فقد قال إنه لا يطلب أجرًا لنفسه ولكن إن هم أجابوه آتاهم الله المال والقوة. فإنهم إذا استغفروا ربهم وتابوا إليه أرسل السماء عليهم مدرارًا وهم أصحاب زروع وثمار وبساتين (1) وزادهم قوة إلى قوتهم، وماذا يطلب الإنسان لدنياه أكثر من ذلك: المال والزيادة في القوة؟
وقد ذكرنا في أول السورة تقديم الاستغفار على التوبة وسبب ذلك فلا نعيد القول فيه.
وقدم هنا إرسال الغيث على زيادة القوة لأن ذلك سبب في زيادتها، فإن زيادة المال من أسباب زيادة القوة.
** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الثالث من ص 212 إلى ص 213.
(1) انظر البحر المحيط 5/233، الكشاف 2/102، فتح القدير 2/481.