عرض وقفة أسرار بلاغية
{وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [هود: 30]
ذكر أمر يمنعان من طرد من أمن معه:
الأمر الأول: أنهم ملاقو ربهم وهو أعلم بحالهم.
والأمر الأخر: أنه ليس ذلك إلى ولا أستطيعه، فإن فعلت فإن الله سيعاقبني ولا ينجيني أحد منه. ومن ذا الذي ينصرني من الله إن طردتهم؟
وقال: {إِنْ طَرَدْتُهُمْ} ولم يقل: (إن) أطردهم أي لا أحد ينجيه من الله إن طردهم ولو مرة واحدة. فكيف إذا كرر طردهم؟!
وهذا يدل على أنه إن طردهم ولو مرة يوجب عليه العقاب.
وقال: {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} ولم يقل: (أفلا تتذكرون) أي إن هذا الأمر لوضوحه وظهوره لا يحتاج إلى طول تذكر وإنما هو أمر ظاهر. فإنهم عباده وهم ملاقوه وهو أعلم بحالهم.
ثم إني إن فعلت ذلك عاقبني ربي ولا ينجيني أحد منه، فإنه هو الذي أرسلني وكلفني تبليغ دعوته لعباده. والكل عباده غنيهم وفقيرهم.
** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الثالث من ص 127 إلى ص 127.