عرض وقفة أسرار بلاغية
{لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (5)}
ذكر في الآية السابقة أنه خلق السماوات والأرض، والصانع قد لا يكون ملكًا، فذكر أنه الصانع وأنه المالك حصرًا فلا ملك سواه، وأن الأمور ترجع إليه وحده، وأن ملكه ممتد بعد انقضاء الدنيا، وأن الأمور ترجع إليه في الآخرة كما هي في الدنيا، فإن في قوله: {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} إشارة إلى البعث.
جاء في (نظم الدرر): "ولما كان صانع الشيء قد لا يكون في مملكته والقدرة عليه، وكان إنكارهم للبعث إنكارًا لأن يكون ملكًا أكد بذلك بتكرير الإخبار به فقال: (له). أي: وحده ملك السماوات" (1).
وجاء في (تفسير الرازي): "{لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} أي إلى حيث لا مالك سواه. ودل بهذا القول على إثبات المعاد" (2).
فقوله: {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} يفيد معنين:
المعنى الأول: أن الأمور كلها هو الذي يقطع فيها ولا يعمل شيء إلى بأمره.
والمعنى الآخر: إثبات المعاد.
** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الأول من ص 341 إلى ص 342.
(1) نظم الدرر 7/438.
(2) تفسير الرازي 29/216.