عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا ﴿١٩﴾    [الإنسان   آية:١٩]
{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19)} بعد أن وصف الآنية والشراب وصف السقاة الذي يسقونهم، فذكر أن من رآهم حسبهم لؤلؤًا منثورًا، ووصفهم باللؤلؤ المنثور لأنهم منتشرون في كل مكان وليسوا في مكان واحد. جاء في (فتح القدير): "لما فرغ سبحانه من وصف شرابهم ووصف آنيتهم ووصفَ السُّقاة الذين يسقونهم ذلك الشراب ... {إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا} ... قال أهل المعاني: إنما شبهوا بالمنثور لانتثارهم في الخدمة، ولو كانوا صفًّا لشبهوا بالمنظوم. قيل: إنما شبههم بالمنثور لأنهم سراع في الخدمة، بخلاف الحور العين، فإنه شبههن باللؤلؤ المكنون لأنهن لا يمتهنّ بالخدمة" (1). ووصف الولدان بأنهم مخلدون لئلا يسبق إلى الوهم أنهم يشيبون أو يكبرون أو يتغير حسنهم وصفاؤهم أو يعجزون عن الخدمة. وجاء بـ (إذا) الدالة على التحقق واليقين إخبارًا بأنه سيراهم حتمًا. ** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الأول من ص 250 إلى ص 250. (1) فتح القدير 5/341.