عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴿٨٧﴾    [النساء   آية:٨٧]
  • ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴿١٢٢﴾    [النساء   آية:١٢٢]
• ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾ [النساء آية:٨٧] مع ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ [النساء :١٢٢] • ما وجه تعقيب الموضع الأول بـــ ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾، والثاني بــــ ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾؟ • قال الغرناطي : "التعبير الثاني : مبني على ما يجب ربطه به من قوله : ﴿ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ﴾ وقيل : ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ وأنيب مناب وعدا، فكأن قد قيل : ومن أصدق من الله وعدا، وهو ما وعدهم به تعالى من النعيم، وعظيم الإحسان، فجيء بلفظ يوازن المصدر عن قبله، وهما : وعداً وحقاً، ويشابههما في الخفة، فسكون عين الكلمة، وعدد حروفها كالمصدرين قبلها، وكأنه إنما أريد تكرار المصدر بلفظه، فاستثقل التكرار للتقارب، وعادة العرب في ذلك؛ فعدل إلى ما يجاريه ويحرز المعنى؛ ولتجري المصادر الثلاثة مجرى واحداً خفة ووزناً؛ إحرازاً للتناسب والتلاؤم. ولما لم يتقدم في الآية الأولى ما يستلزم هذا، وإن قوله تعالى : ﴿ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾ إخبار وحديث عن البعث بعد الموت، وجمع الخلق لحسابهم ومجازاتهم على الخير والشر؛ فهو إخبار وإنباء، ومثله ما ورد في قوله تعالى - إخبارا عن قول منكري البعث - : ﴿ هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ﴾ [سبأ :٧]، فالإنباء هنا : هو ذلك الخبر الصدق منه تعالى، بقوله : ﴿ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾ فقد وضح ورود كل واحدة من الآيتين على ما يناسب ويلائم، والله أعلم ".
روابط ذات صلة: