عرض وقفة أسرار بلاغية
- ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴿٤١﴾ ﴾ [النساء آية:٤١]
- ﴿وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴿٨٩﴾ ﴾ [النحل آية:٨٩]
• ﴿ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء :٤١] مع ﴿ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ ﴾ [النحل :٨٩]
• ما وجه الاختلاف في التقديم والتأخير في هاتين الآيتين من قوله : ﴿ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾، وقوله : ﴿ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ ﴾ مع اجتماعهما في معنى واحد من شهادة الرسل على أممهم، وشهادة نبينا (ﷺ)على أمته ؟
• قال الغرناطي : لـ " أن آية النحل : تقدمها قوله تعالى : ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ) فتقدم اسم الشهيد على المشهود عليه، فورد ما نسق على ذلك من الإخبار بشهادته (ﷺ)على أمته مرتباً على ما تقدمه من مقتضى النظم في التناظر والتناسب؛ فقيل : ﴿ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ ﴾ متوازناً مع قوله : ( شَهِيدًا عَلَيْهِم ) وذلك على ما يجب، والله أعلم.
أما آية النساء : فلم يرد فيها إفصاح بذكر المشهود عليهم، ولا كناية عنهم بضمير، ولا اسم إشارة، بل في آية النساء داعٍ إلى تقدم المجرور بـ (على)، وهو أنه لما تقدم قوله تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [النساء :٣٨] وذلك من صفة المنافقين؛ ناسب هذا تقديم المجرور في قوله : ﴿ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ حتى كأنه بحسب المفهوم، لم يقصد به غيرهم، ولا شهد على من سواهم ".
روابط ذات صلة: