عرض وقفة أسرار بلاغية
- ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴿٢٢﴾ ﴾ [الحديد آية:٢٢]
- ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١١﴾ ﴾ [التغابن آية:١١]
• ﴿ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحديد :٢٢] مع ﴿ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التغابن :١١]
• للسائل أن يسأل عما زِيْد في آية الحديد، من قوله : ( فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ ) إلى ما بعد مما خلت منه آية التغابن، مع اتحادهما فيما انطوتْ عليه من المعنى ؟
• قال الغرناطي : " إن المُسبِّحات الخمس، وهي : سورة الحديد، وسورة الحشر، وسورة الصف، وسورة الجمعة، وسورة التغابن، مع اشتراك خمستها في مطالعها لم تتلاقَ منها في عِدّة معانٍ، وترادف ألفاظ واحدة مع أخرى تلاقي هاتين السورتين، أعني : سورة الحديد، وسورة التغابن، فلما اتفقتا في أغراض كثيرة، وكانت سورة الحديد، أمعن في كل ضرب، وأوفى تعريفاً، وأمد تفصيلاً، وكانت هذه الآية المتكلم فيها من جملة ما اتفقت السورتان فيه وروداً، واتحاد معنى؛أُجريتْ في كل واحدة من السورتين من التفصيل في الأولى، والاستيفاء والإجمال في الثانية، والاكتفاء على ما جرت به سائر الآي فيما اشتركت فيه السورتان من الأغراض؛ فناسب ذلك ما زِيد فيها في الآية المذكورة، فقيل : ﴿ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ﴾ [الحديد :٢٢]؛ مناسبة لما بُنيت عليه السورة من الوفاء بالأغراض المذكورة، وقيل في آية التغابن : ﴿ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [التغابن :١١]؛ مناسبة للإجمال الوارد فيها من ذلك المشترك، وتحصل نظم السورتين على أتم مناسبة، وأجل تلاؤم ".
روابط ذات صلة: