عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ ﴿٥﴾    [الذاريات   آية:٥]
  • ﴿وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ﴿٦﴾    [الذاريات   آية:٦]
  • ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ﴿٧﴾    [الطور   آية:٧]
  • ﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ ﴿٧﴾    [المرسلات   آية:٧]
• ﴿ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ ﴿٥﴾ وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ﴾ [الذاريات : ٥ - ٦] مع ﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ﴾ [الطور :٧] و ﴿ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ ﴾ [المرسلات :٧] • ما وجه موجب اختلاف العبارة عما وقع القسم عليه ؟ • قال الغرناطي : لــ " أن سورة الذاريات : تقدمها في سورة ق إخباره سبحانه بالعودة الأخراوية، وإقامة البرهان على ذلك لمن وفق لاعتباره، فلما اشتملت السورة على أوعاد وجزاء؛ أعقبت بالقسم على ذلك، من صدق وعده سبحانه ووعيده، ووقوع الحساب على الأعمال، فقال : ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾ [الذاريات :١] إلى قوله : ﴿ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ ﴿٥﴾ وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ﴾. أما سورة الطور : فالقسم فيها مرتبط بما اتصل به، ووقع عليه القسم، من قوله تعالى خاتمة سورة الذاريات : ﴿ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ ﴿٥٩﴾ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ﴾ [الذاريات : ٥٩ - ٦٠]؛ فأتبع قسماً على هذا، بقوله : ﴿ وَالطُّورِ ﴾ [الطور : ١] إلى قوله : ﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ﴿٧﴾ مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ ﴾ [الطور : ٧ - ٨]. وأما قوله في سورة المرسلات : ﴿ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ ﴾؛ فمرتبط بما بُنيت عليه سورة الإنسان، فإنها بجملتها دارت آياتها، وجرت على ما به ختمت، من قوله تعالى : ﴿ يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الإنسان :٣١]؛ فتحصل مجرد وعد ووعيد، ولم تخرج السورة عن ذكر الفريقين ممن وعد وتوعد؛ فناسب ذلك قوله تعالى، جواباً للقسم : ﴿ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ ﴾؛ فجاء كل من المواضع الثلاثة على ما يناسب، ولا يلائم النظم في ثلاثتها غير ما ورد عليه، والله أعلم ".
روابط ذات صلة: