عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴿٧﴾    [غافر   آية:٧]
  • ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥﴾    [الشورى   آية:٥]
• ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [غافر :٧] مع ﴿ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ ﴾ [الشورى :٥] • ما وجه التخصيص، بقوله : ( وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) بموضع غافر، والتعميم، بقوله : ( وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ ) بموضع الشورى؟ • قال الغرناطي : " ولما تقدم الآية الأولى : ذكر المتقين، في قوله : ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾ [الزمر :٧٣]، وأتبع ذلك، بقوله : ﴿غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [غافر :٣]؛ ناسب هذا استغفار الملائكة للمتصفين بصفات المذكورين، فقال : ( وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا )، وأما سورة الشورى : فتقدمها قوله تعالى : ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ )؛ فناسب هذا استغفارهم لمن في الأرض؛ لعظيم ما تقدم منهم مما أشار إليه، قوله : ( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ )، فلولا حلمه تعالى؛ لتعجل هلاكهم، فاستغفار الملائكة، إبقاء سبحانه عليهم؛ إذ لا يفوتونه، وقد يؤمن من سبقت له السعادة منهم ".
روابط ذات صلة: