عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ ﴿٤٣﴾    [الروم   آية:٤٣]
  • ﴿اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ ﴿٤٧﴾    [الشورى   آية:٤٧]
• ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ ﴾ [الروم :٤٣] مع ﴿ اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ ﴾ [الشورى :٤٧] • ما وجه التعقيب، بقوله : ( يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ ) بموضع الروم، وبقوله : ( مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ ) بموضع الشورى ؟ • قال الغرناطي : لــ " أن آية الروم : إنما أعقبت بقوله : ( يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ )؛ تمهيداً لما اتصل بها من تفصيل الأحوال، في قوله : ﴿ مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ ﴾ [الروم :٤٤]؛ لأن تصدعهم يراد به افتراقهم، كما في قوله تعالى : ﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ ﴾ [الروم :١٤]. وأما آية الشورى : فإنه تقدم قبلها قوله تعالى : ﴿ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ ﴾ [الشورى :٤٤]، والولي : من يرجع إليه انضواء واعتماداً، ثم قال تعالى - مُخبراً عن الظالمين في نفي الولي والنصير عنهم - : ( وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَاءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ ) [الشورى :٤٦]، فلما نفى عنهم الأولياء الناصرين، والسبيل إلى التخلص؛ ناسب ذلك أمره تعالى العباد بالاستجابة له، فقال :( اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ) ".
روابط ذات صلة: