عرض وقفة أسرار بلاغية
- ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٥٧﴾ ﴾ [الكهف آية:٥٧]
- ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ﴿٢٢﴾ ﴾ [السجدة آية:٢٢]
• ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا ﴾ [الكهف :٥٧] مع ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ﴾ [السجدة :٢٢]
• ما وجه التعبير بالفاء، في قوله : ﴿ فَأَعْرَضَ عَنْهَا ﴾ بموضع الكهف، وبـــ (ثم) بموضع السجدة، في قوله : ﴿ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ﴾ ؟
• قال الكرماني : " لأن الفاء : للتعقيب، وثم : للتراخي وما في هذه السورة في الأحياء من الكفار، إذ ذكروا، فأعرضوا عقيب ما ذكروا، ونسوا ذنوبهم وهم بعدُ متوقَّع منهم أن يؤمنوا، وما في السجدة في الأموات من الكفار، بدليل قوله : ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾ [السجدة :١٢] أي : ذكروا مرة بعد أخرى، وزماناً بعد زمان، ثم أعرضوا عنها بالموت، فلم يؤمنوا، وانقطع رجاء إيمانهم ".
• وقال الغرناطي : " الإعراض : إما مصادمة ورد بالصدر من غير مهلة، وإما أن يكون عن مهلة وروية، فلما تقدم في الكهف : ﴿ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ ﴾ [الكهف :٥٦]؛ناسب ذلك (الفاء) المؤْذنة بالتعقيب، بالإعراض منهم عند مجادلتهم، ودحضهم الحق، ولم يتقدم مثل ذلك في السجدة، بل قال : ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا ﴾ [السجدة :٢٠] أي : استمروا على فسقهم؛ فناسب ذلك (ثم) المؤذنة بالتراخي ".
روابط ذات صلة: