عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴿١٢﴾    [الحجر   آية:١٢]
  • ﴿كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴿٢٠٠﴾    [الشعراء   آية:٢٠٠]
• ﴿ كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الحجر :١٢] مع ﴿ كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الشعراء :٢٠٠] • ما وجه التعبير، بقوله : ﴿ نَسْلُكُهُ ﴾ بموضع الحجر، وبقوله : ﴿ سَلَكْنَاهُ ﴾ بموضع الشعراء ؟ • قال الغرناطي : لــ " أن آية الحجر : تقدمها الخبر عن كفار قريش، ولم يتقدم في هذه السورة إخبار بحال غيرهم من مكذبي الأمم سوى التعريف بأن كل قرية أهلكت، فبأجل معلوم، وكتاب سابق لا يتأخر عنه، ولا يتقدم، فورد هنا ﴿ نَسْلُكُهُ ﴾ بلفظ المبهم؛ لأن الإخبار عن كفار قريش ممن استمر على كفره فهو حالهم وقت نزول القرآن وبعده، وقوله : ﴿ نَسْلُكُهُ ﴾ مشعر باستمرار حالهم وموافاتهم على ذلك، وقد تأكد هذا بوصفه بالإجرام، وتسجيل حالهم السيء، بقوله : ﴿لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ [الحجر :١٣]، وأداة (لا) نافية للمستقبل؛ فناسب هذا لفظ المبهم المضارع. أما آية الشعراء : فقد تقدمها ذكر قوم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وغيرهم من الأمم المكذبين، بعد سلوك ما ذكره سبحانه أنه زبر الأولين في قلوبهم، فلما تقدم أمرها أولاً، وانقطعت أزمانها؛ وقعت العبارة بالماضي، فقال تعالى : ﴿ كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ ﴾، ولم يناسب هنا غير الماضي ".
روابط ذات صلة: