عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴿٢٦﴾    [الرعد   آية:٢٦]
  • ﴿وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴿٨٢﴾    [القصص   آية:٨٢]
  • ﴿اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٦٢﴾    [العنكبوت   آية:٦٢]
  • ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴿٣٩﴾    [سبأ   آية:٣٩]
  • ﴿لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٢﴾    [الشورى   آية:١٢]
• ﴿ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ﴾ [الرعد :٢٦] مع ﴿ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ ﴾ [القصص :٨٢] و ﴿ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ﴾ [العنكبوت :٦٢] و ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ﴾ [سبأ :٣٩] و ﴿ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ﴾ [الشورى :١٢] • ما وجه زيادة قوله : ﴿ مِنْ عِبَادِهِ ﴾ بموضع القصص في قوله : ﴿ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ ﴾، وقوله : ﴿ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ﴾ بموضع العنكبوت وسبأ، وحذفه من قوله : ﴿ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ﴾ بمواضع أخرى ؟ • قال الغرناطي : " قبل موضع العنكبوت، أخبر سبحانه أنه المنفرد برزق الكل كما انفرد بخلقهم : ﴿ وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [العنكبوت :٦٠]؛ فناسب هذا قوله تعالى : ﴿ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ﴾، فخص بعد أن عم، بقوله : ﴿ اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ﴾ تشريفاً للمؤمنين؛ ليستأنسوا بما يجري لهم من الضربين، ويذكروه في حال القبض والبسط بالإضافة إضافة تشريف، ولما لم يتقدم في السور الأخرى مثل ما تقدم هنا، بل فيها ما يفهم منه أن المؤمنين لم يقصد تخصيصهم بذلك الخطاب بوجه، ألا ترى قوله في آية الرعد : ﴿ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾، وليس هذا من شأن المؤمن، فإن الدنيا سجنه، وإنما فرحه بربه، وبما يرجوه منه في آخرته. وأما آية القصص : فمنصوص فيها أن الذين تمنوا حال قارون ومكانه هم القائلون : ﴿ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ ﴾، فإنما قالوه عالمين بأن الله سبحانه بسط لقارون ما بسط، فعلموا أنه القابض والباسط، وأنه لا يمنع عن أحد ما بسط له. وأما آية الشورى : فقد تقدمها ما هو أبين ﴿ شَيْءٍ ﴾ في تعميم المؤمن والكافر، وذلك قوله تعالى : ﴿ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾، فإذا كانت له مقاليد السماوات والأرض؛ فمن أين يُرزق المؤمن والكافر ؟ ليس إلا من عنده، فلم يقصد في هذه الآية تخصيص المؤمن وتشريفه، كما قصد في تلك، فلما اختلف القصد، اختلف الوارد؛ فجاءت كل آية على ما يجب، ولا يمكن خلافه، والله أعلم ".
روابط ذات صلة: