عرض وقفة أسرار بلاغية
- ﴿قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿١٦﴾ ﴾ [الرعد آية:١٦]
- ﴿وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ﴿٣﴾ ﴾ [الفرقان آية:٣]
• ﴿ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا ﴾ [الرعد :١٦] مع ﴿ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ﴾ [الفرقان :٣]
• ما وجه تقديم النفع على الضر، بموضع الرعد، وعكسه بموضع الفرقان ؟
• قال الغرناطي : لــ " أن آية الفرقان : قد عطف عليها بالواو المشركة في الإعراب، والمعنى قوله تعالى : ﴿ لَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ﴾ ، وقدم قبلها ما عطفت عليه بالواو أيضاً، وذلك قوله تعالى : ﴿ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴾، فقد اتفقت هذه الجمل المعطوفات في انطواء كل جملة منها على متقابلين كالضدين، ففي الأولى: عدم الخلق في قوله : ﴿ لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا ﴾ مقابلاً للخلق والحياة، وبني مجموعها على تأخير أشرف المتقابلين، ففي الأولى الإشارة إلى الخلق، في قوله تعالى : ﴿ وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴾، وكذا في الثانية : الضر والنفع، والنفع أشرف، وفي الثالثة : الموت والحياة، والحياة أشرف؛ فرُوعي تناسب الآي على ما أوضحنا، فقدم الضر على النفع في آية الفرقان.
أما آية الرعد : فلم يعرض فيها ما يحمل على ما ذكر من التناسب؛ فجاءت من حيث أفردت على ما يجب من تقديم النفع الذي هو مطلب العاقل ".
روابط ذات صلة: