عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠٩﴾    [يوسف   آية:١٠٩]
  • ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٧﴾    [الأنبياء   آية:٧]
• ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم ﴾ [يوسف :١٠٩] مع ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ﴾ [الأنبياء :٧] • ما وجه زيادة (من) بقوله : ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ ﴾ بموضع يوسف ؟ • قال الغرناطي : لـــ " أن آية يوسف : قد تقدمها، قوله تعالى : ﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴾ [يوسف :١٠٦]، وقوله : ﴿ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف آية:١٠٨]، وقوة السياق في هذه الآي، يدل على معنى القسم ويعطيه؛ فناسب ذلك زيادة (من) المقتضية الاستغراق، أما قوله تعالى في سورة الأنبياء : ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ﴾، فتقدم قبلها إنكار الكفار كون الرسل من البشر، في قوله : ﴿ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ﴾ [الأنبياء :٣]، واقتراحهم الآيات، في قوله : ﴿ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ﴾ [الأنبياء :٥]، فلما انطوى هذا الكلام على قضيتين : من اقتراحهم الآيات، وإنكارهم كون الرسل من البشر، وقد بيّن لهم حال المقترحين، في قوله تعالى : ﴿ مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنبياء :٦]، فلما تقدم هذا؛ أتبع ببيان الطرف الآخر، وهو التعريف بأن من تقدم من الرسل إنما كانوا رجالاً من البشر، مختصين بتخصيصه سبحانه، ولم يكونوا ملائكة، فقيل لنبينا محمد (ﷺ) : ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ﴾، فقيل هنا : ﴿ قَبْلَكَ ﴾ كما قيل في نظيرتها : ﴿ مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم ﴾، فلم تدخل هنا (من) كما لم تدخل في النظير الآخر؛ لإحراز التناسب، والتام الجملة المنطوية على طرفي مقصدهم من الاقتراح، وإنكار كون الرسل من البشر ".
روابط ذات صلة: