عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ ﴿٦٠﴾    [يونس   آية:٦٠]
  • ﴿اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴿٦١﴾    [غافر   آية:٦١]
• ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ ﴾ [يونس :٦٠] مع ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴾ [غافر :٦١] • ما وجه الإضمار، في قوله : ﴿ أَكْثَرَهُمْ ﴾ بموضع يونس، ووجه الإظهار في قوله : ﴿ أَكْثَرَ النَّاسِ ﴾ بموضع غافر ؟ • قال الغرناطي : لــ " أن آية غافر : لما تقدمها، قوله تعالى : ﴿ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [غافر :٥٧] ومقصود هذه الآية : تحريك الخلق للاعتبار بما نصب سبحانه من الدلائل والآيات؛ فاقتضى ذلك تَكرار الظاهر كما في آية التذكير والتنبيه، ثم جيء بعد هذا، بقوله : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ ﴾ ؛فنوسب بين هذا وبين ما تقدم؛ لتجيء هذه الآي على منهاج واحد من التذكير، فاقتضت الثانية تكرير الظاهر. وأما آية يونس : فإنما تقدمها تأنيس بقوله تعالى : ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس :٥٨] ثم رجع الكلام إلى تعنيف الكفار في تحكيمهم، فقال : ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ﴾ [يونس :٥٩] ثم قال : ﴿ وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ ولم يتقدم تكرير يطلب بمناسبة؛ فلذلك ورد الكلام على ما هو الأصل من الإتيان بالضمير؛ ليحصل به ربط الكلام، فجاء كل من الموضعين على ما يقتضيه ما قبله رعياً لتناسب الكلام ".
روابط ذات صلة: