عرض وقفة أسرار بلاغية
- ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٧٢﴾ ﴾ [الأنفال آية:٧٢]
- ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴿٢٠﴾ ﴾ [التوبة آية:٢٠]
• ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [الأنفال :٧٢] مع ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ﴾ [التوبة :٢٠]
• ما وجه تقديم قوله : ﴿ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ﴾ بموضع الأنفال، وتأخيره بموضع التوبة ؟
• قال الغرناطي : لــ " أن آية الأنفال : مقصود فيها مع المدحة، تعظيم الواقع منهم من الإيمان والهجرة والجهاد بالأموال والأنفس وتغبيطهم بما منّ الله عليهم به من ذلك، وتفخيم فعلهم الموجِب لموالاة بعضهم بعضاً، فقدم ذكر الأموال والأنفس؛ تنبيهاً، معرفاً بموقع ذلك من النفوس، وأنهم بادروا بها على حبّها وشُحّ الطِّباع بها، وليس تأخير هذا المجرور كتقديمه؛ لأنه إنما يقدم حيث يقصد اعتناء وتخصيص وتنبيه على موقعه.
أما آية براءة؛ فتعريف بأمر قد وقع مبني على التعريف بالمفاضلة بين سقاية الحاج، وعمارة المسجد الحرام، وبين من آمن وهاجر وجاهد في سبيل الله بماله ونفسه؛ بقصد ردّ مَن ظنّ أن السقاية، وعمارة المسجد الحرام أفضل، وعرف أن الإيمان وما ذكر معه أعظم درجة عند الله، فلم يعرض هنا داع إلى تقديم ما قدم في الأخرى؛ فتمخضت فضيلة ذلك المجرور هنا؛ فأخّر ".
روابط ذات صلة: