عرض وقفة أسرار بلاغية
- ﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ﴿١٤٨﴾ ﴾ [الأنعام آية:١٤٨]
- ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿٣٥﴾ ﴾ [النحل آية:٣٥]
• ﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ﴾ [الأنعام :١٤٨] مع ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ ﴾ [النحل :٣٥]
• ما وجه الاختلاف في التعبير في الآيتين مع أن المقصود واحد؟
• قال الغرناطي : لــ " أنه لما تقدم آية الأنعام، قوله تعالى : ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ﴾ [الأنعام :١٤٦] وهذا إخبار عن بني إسرائيل، فيما حرم عليهم، ثم ورد بعدها، قوله تعالى : ﴿ قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا ﴾ [الأنعام :١٥٠] وهو خطاب لهم أيضاً، فقد اكتنف الآية المذكورة ما مرجعه إلى بني إسرائيل، فيما حرم عليهم، وما ألحقوه بذلك : تحريفاً وتبديلاً، ووردت الآية المتكلَّم فيها مورد ما يرد من الجمل الاعتراضية؛ لاتصال ما بعدها بما قبلها، فلم يكن ليلائم ذلك الإسهاب، وطول الكلام؛ إذ الوجه فيما يردْ اعتراضاً أن يؤخر، وأما آية النحل؛ فلم يتقدمها خطاب لغير العرب : مؤمنهم،وكافرهم، وقد أطنب في تذكيرهم ووعظهم، وقد بسط لهم ذكر نِعَم ودلائل؛ فناسب ذلك الإسهاب الوارد فيها، من قوله : ﴿ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ ﴾ ولم يكن ليناسب آية الأنعام، ما ورد هنا، ولا الوارد هنا ذلك الإيجاز، والله سبحانه أعلم ".
• وقال ابن جماعة : لــ " أن لفظ الإشراك؛ مؤذن بالشريك، فلم يقل : ﴿ مِن دُونِهِ ﴾ بخلاف : ﴿ مَا عَبَدْنَا ﴾ ليس مُؤْذِناً بإشراك غيره، فلذلك جاء : ﴿ مِن دُونِهِ ﴾ ".
روابط ذات صلة: