عرض وقفة أسرار بلاغية
- ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٩٤﴾ ﴾ [الأنعام آية:٩٤]
- ﴿وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا ﴿٤٨﴾ ﴾ [الكهف آية:٤٨]
• ﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ [الأنعام :٩٤] مع ﴿ لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ [الكهف :٤٨]
• ما وجه زيادة قوله : ﴿ فُرَادَى ﴾ بموضع الأنعام ؟
• قال الغرناطي : لــ " أن ذلك مراعى فيه في آية الأنعام ما أعقبت به من قوله : ﴿ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ﴾ أي : ما أعطيناكم في الدنيا مما شغلكم عن آخرتكم، ثم قال : ﴿ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ﴾ أي : منفردين عما كنتم تؤمِّلون من أندادكم ومعبوداتكم من دونه سبحانه، فراعى هذا المعقَّب به في آية الأنعام ما قيل فيها : ﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى ﴾، وأما آية الكهف، فقبلها قوله تعالى : ﴿ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا ﴾ [الكهف :٤٧] ثم قال : ﴿ وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ مجرَّدين عن كل متعلق، ولم يقع هنا ذكر ولا إشارة إلى ما عبد من دون الله؛ فلهذا لم يقع هنا ﴿ فُرَادَى ﴾ ".
روابط ذات صلة: