عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٣٢﴾    [الأنعام   آية:٣٢]
• ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنعام :٣٢] • ما وجه تقديم اللهو على اللعب في موضع الأعراف والعنكبوت، دون غيرهما من المواضع ،كموضع الأنعام مثلاً ؟ • قال الكرماني : " إنما قدم اللعب في الأكثر؛ لأن اللعب : زمانه الصِّبا، واللهو : زمانه الشباب، وزمان الصبا مقدم على زمان الشباب، يُبيِّنه ما ذكر في الحديد : ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ﴾ [الحديد :٢٠] لعب كلعب الصبيان، ولهو كلهو الشبان، وزينة كزينة النسوان، وتفاخر كتفاخر الإخوان، وتكاثر كتكاثر السلطان، وقريب من هذا في تقديم لفظ اللعب على اللهو قوله تعالى : ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴿١٦﴾ لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ [الأنبياء : 16 ــ 17]، وقدم اللهو في الأعراف؛ لأن ذلك في القيامة فذكر على ترتيب ما انقضى وبدأ بما به الإنسان انتهى من الحالتين، وأما العنكبوت فالمراد بذكرها زمان الدنيا وأنه سريع الانقضاء قليل البقاء ﴿ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ﴾ [العنكبوت :٦٤] أي : الحياة التي لا أمد لها ولا نهاية لأبدها، بدأ بذكر اللهو؛ لأنه في زمان الشباب، وهو أكثر من زمان اللعب، وهو زمان الصبا ".
روابط ذات صلة: