عرض وقفة أسرار بلاغية
- ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿٢١﴾ ﴾ [الأنعام آية:٢١]
- ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴿١٧﴾ ﴾ [يونس آية:١٧]
• ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الأنعام :٢١] مع ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يونس :١٧]
• ما وجه تعقيب موضع الأنعام، بقوله : ﴿ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ ، وموضع يونس، بقوله : ﴿ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ ؟
• قال الإسكافي : لـ " أنه لما قال في الآية الأولى : ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ﴾ ، وكان المعنى : أنه لا أحد أظلم لنفسه ممن وصف الله تعالى، بخلاف وصفه؛ فأوردها العذاب الدائم، كان قوله : ﴿ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ ﴾ عائداً إلى من فعل هذا الفعل، أي : لا يظفر برحمه الله، ولا يفوز بنجاة نفسه من كان ما ذكر من فعله، فبناء الآخر على الأول؛ اقتضى أن يكون : ﴿ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾، وأما الآية الثانية : فلأنها تقدمتها الآية التي تضمنت وصف هؤلاء القوم بما عاقبهم به، فقال : ﴿ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [يونس :١٣] فوصفهم بأنهم مجرمون عند تعليق الجزاء بهم، ثم في تعقيب قوله : ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ﴾ قال : ﴿ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴾؛ ليعلم أن هؤلاء سبيلهم في الضلال سبيل القوم الذين أخبر عن هلاكهم، وقال : ﴿ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ﴾؛ ليوقع التسوية بينهم في الوصف، كما أوقع التسوية بينهم في الوعيد ".
روابط ذات صلة: