عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٥﴾    [الأنعام   آية:٥]
  • ﴿فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٦﴾    [الشعراء   آية:٦]
• ﴿ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [الأنعام :٥] مع ﴿ فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [الشعراء :٦] • ما وجه التعبير بقوله : ﴿ فَسَوْفَ ﴾ في قوله : ﴿ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ ﴾، وبالسين في قوله : ﴿ فَسَيَأْتِيهِمْ ﴾ ؟ • قال الغرناطي : لـ " أن آية الأنعام؛ لَمّا ترتبت على إطناب وبسط آيات من حمده سبحانه، وانفراده بالخلق والاختراع، وذكره خلق الإنسان من طين؛ فناسب الإطنابُ الإطنابَ، وأما قبل آية الشعراء، جاء قوله : ﴿ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴾ [الشعراء :٢] ثم اعترض بتسلية نبيه (ﷺ)، فقال : ﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء :٣] وليس هذا المعترض به مما ذكروا به، ثم قال بعد : ﴿ إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴾ [الشعراء :٤]، وهذا راجع إلى تسليته (ﷺ)، فلم يبقَ مجرداً لتذكيرهم، سوى قوله تعالى : ﴿ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴾ وما بعد من وعيدهم وتهديهم، بقوله : ﴿ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ ﴾ [الشعراء :٥]، وهذا إيجاز؛ فناسبه ما نِيْطَ به من قولهم : ﴿ فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ إيجازاً لإيجاز، وإطناباً لإطناب ". • وقال ابن جماعة : " مع قصد التنويع في الفصاحة، فإن المراد بآية الأنعام : الدلالة على نبوة النبي (ﷺ) من الآيات والمعجزات، والمراد بالحق : القرآن، ولكن لم يصرح به، وفي الشعراء : صرح بالقرآن بقوله : ﴿ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ ﴾ [الشعراء :٥] فعلم أن المراد بالحق : القرآن، فناسب : ﴿ فَسَيَأْتِيهِمْ ﴾ تعظيماً لشأن القرآن؛ لأن السين أقرب من سوف ".
روابط ذات صلة: