عرض وقفة أسرار بلاغية
- ﴿إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾ ﴾ [المائدة آية:١١٨]
- ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٥﴾ ﴾ [الممتحنة آية:٥]
• ﴿ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة :١١٨] و ﴿ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الممتحنة :٥]
• ورد في هاتين الآيتين وصفه تعالى بهاتين الصفتين المشيرتين إلى العزة والقهر: ﴿ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ وإنما المطرد في الكتاب العزيز مهما جرى ذكر المغفرة طلباً أو إخباراً ورود ما به يقوى رجاء السائل، ويطمع تعلقاً به المتذلل الراغب؛ فما وجه ذلك ؟
• قال الغرناطي : " أما آية المائدة: فمبنية على التسليم لله سبحانه، وأنه المالك للكل، يفعل فيهم ما يشاء، فلو ورد هنا عقب آية المائدة: ﴿ وإن تغفر لهم فأنت الغفور الرحيم ﴾؛ لكان تعريضاً بطلب المغفرة، ولم يقصد ذلك بالآية، وإنما قيل ذلك على لسان عيسى (عليه السلام) تبرياً وتسليماً لله سبحانه، وليس موضع طلب مغفرة لهم، وإنما هو تنصل من حالهم، وتسليم لله فيهم.
وأما قوله في سورة الممتحنة: ﴿ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ﴾ فالجواب عندي هنا : أن قوله: ﴿ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ مبني على قوله : ﴿ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ﴾، فإن المراد : لا تظهرهم علينا؛ فيظنوا أنهم على الحق؛ فيكون سبب فتنتهم، فلا تفعل ذلك بنا، فأنت القادر على كفِّهم،ونصرنا عليهم، فإنك العزيز الذي لا معارض لما تريده، ولا مانع مما تشاؤه ".
روابط ذات صلة: