عرض وقفة أسرار بلاغية
- ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٤٠﴾ ﴾ [المائدة آية:٤٠]
- ﴿وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿١٤﴾ ﴾ [الفتح آية:١٤]
• ﴿ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [المائدة :٤٠] مع ﴿ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾ [الفتح :١٤]
• ما وجه تقديم قوله: ﴿ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ﴾ بموضع المائدة، وأعقبه بقوله: ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾، وتأخيره بموضع الفتح، وأعقبه بقوله: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾ ؟
• قال الغرناطي : لـ " أنه لما تقدم آية المائدة، قوله تعالى : ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ﴾، وقوله: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ ﴾، وقد وقع في الآيتين، ذكر تنكيل الطائفتين، ممن حارب أو سرق مقدمًا، وقد تقدم في هاتين القصتين، ذكر الامتحان، قبل ما به رجاء الغفران، وهذا في مآلهم الدنياوي، ثم أعقب الآية التي أعلم فيها بانفراده بملك السماوات والأرض، وأنه تعالى يعذب من يشاء، فقد ذكر العذاب على المغفرة؛ تنظيراً لما تقدم، ومقابلة تطابق؛ إذ كل ذلك بقدره تعالى، وسابق مشيئته، فهذا وجه التقديم في آية المائدة.
وأما آية الفتح : فقد تقدمها، قوله تعالى : ﴿ وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا ﴾ وبالإيمان، رجاء الغفران، وهو متشبث به، كما أن العذاب مرتبط بالكفر، ومناط به، فتقدم في هذه الآية، مثمر الغفران وهو الإيمان، وتأخر موجب التعذيب من الكفر والخذلان، ثم أعقب تعالى بقوله : ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ﴾ فناسب بين الآيتين، بالتناظر في الجزاءين من المغفرة لمن أناب، والتعذيب لمن كفر وارتاب، وبحسب مشيئته سبحانه، وما قدَّر لكل من الفرقين أولا ".
روابط ذات صلة: