عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٧﴾    [المائدة   آية:١٧]
  • ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿١٨﴾    [المائدة   آية:١٨]
• ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [المائدة :١٧] مع ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [المائدة :١٨] • ما وجه تعقيب الموضع الأول، بقوله: ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ والموضع الثاني، بقوله: ﴿ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ ؟ • قال الغرناطي : لـ " أنه سبحانه، لما ذكر في الأولى؛ قدرته، وعظيم سلطانه في قوله: ﴿ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ﴾؛ فناسب هذا قوله: ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾، ولما قال في الآية الأخرى: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ﴾ ثم ذكر تعذيبهم بذنوبهم، بأنه سبحانه يغفر لمن يشاء، ويعذب من يشاء؛ أعقب هذا بما يشير إلى وقت التعذيب، وظهور المغفرة والمجازاة، فقال: ﴿ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾، وهذا واضح أيضًا، فلما اختلف مقصود الآيتين؛ أعقبت كل واحدة منهما بما يناسب مقصودها بالقهر في الأولى، والاختراع يناسب وصفه عز وجل بالقدرة، كما أن التعذيب والغفران في الثانية؛ يناسبها ذكر المآل؛ فجاء على ما يناسب ".
روابط ذات صلة: