عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٢﴾    [المائدة   آية:٢]
  • ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿٨﴾    [المائدة   آية:٨]
• ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا ﴾ [المائدة: 2] مع ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا ﴾ [المائدة: ٨] • ما وجه الاختلاف في سياق الموضعين، ومناسبته لما تقدمه ؟ • قال الغرناطي: لـ " أن الآية الأولى: ورد فيها الإفصاح بعلة البغضاء الحاملة على الانتصار والانتقام، وهي صدهم عن البيت الحرام عام الحديبية، وذلك قوله تعالى: ﴿ أَن صَدُّوكُمْ ﴾ أي: من أجل أن صدوكم، أي: منعوكم، فـ (أن) هنا مصدرية في موضع المفعول من أجله، فلما وقع الإفصاح بسبب الشنآن؛ ناسب النظم الإفصاح بالعقوبة عليه، وهو الاعتداء بالانتقام والمجازاة، السيئة بالسيئة، لولا ما ندب سبحانه إليه من التخلف الإيماني، المشروع للمؤمنين تقديمه واختياره فقيل: ﴿ أَن تَعْتَدُوا ﴾ أي: لا يحملنكم ذلك على أن تعتدوا، أي: على الاعتداء، أولا يكسبنكم ذلك المرتكب الفارط منه الاعتداء، ولما لم يرد في الآية الثانية: إفصاح بجريمة، بل بنيت على أمر المؤمنين بالعدل، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ﴾ فلما أمروا بالعدل؛ ناسب ذلك وصيتهم، وأمرهم أن لا يحملهم شيء على ترك العدل الذي أمروا به فقيل: ﴿ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا ﴾ ".
روابط ذات صلة: