عرض وقفة أسرار بلاغية
- ﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٢٣١﴾ ﴾ [البقرة آية:٢٣١]
- ﴿فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ ﴾ [الطلاق آية:٢]
• ﴿ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ﴾ مع ﴿ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ﴾
• ما السر في أنه جاء في البقرة : ﴿ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ﴾ وفي الطلاق : ﴿ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ﴾ ؟
• قال الغرناطي : لــ " أن آية البقرة؛ قد اكتنفها النهي عن مضارة النساء، وتحريم أخذ شيء منهن ما لم يكن منهن ما يسوغ ذلك من أن لا يقيما حدود الله، فلما اكتنفها ما ذكر، وأتبع ذلك بالمنع عن عضلهن، وتكرر أثناء ذلك ما يفهم الأمر بمجاملتهن، والإحسان إليهن حالي الاتصال والانفصال؛ لم يكن ليناسب ما قصد من هذا أن يعبر بلفظ ﴿ فَارِقُوهُنَّ ﴾؛ لأن لفظ الفراق أقرب إلى الإساءة منه إلى الإحسان، فعدل إلى ما يحصل منه المقصود مع تحسين العبارة، وهو لفظ التسريح، ولما لم يكن في سورة الطلاق تعرض لعضل، ولا ذكر مضارة؛ لم يذكر ورود التعبير بلفظ ﴿ فَارِقُوهُنَّ ﴾ عن الانفصال، ووقع الاكتفاء فيما يراد من المجاملة في الحالين بقوله ﴿ بِمَعْرُوفٍ ﴾ ".
روابط ذات صلة: