عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿١٧٠﴾    [البقرة   آية:١٧٠]
  • ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿١٠٤﴾    [المائدة   آية:١٠٤]
• ﴿ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ مع ﴿ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ • ما السر في تخصيص موضع البقرة بـقوله : ﴿ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾، وموضع المائدة بـقوله : ﴿ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ ؟ • قال الكرماني : " لأن العلم أبلغ درجة من العقل، ولهذا جاز وصف الله به، ولم يجز وصفه بالعقل؛ فكانت دعواهم في المائدة أبلغ لقولهم : ﴿ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ﴾ فادّعوا النهاية، بلفظ ﴿ حَسْبُنَا ﴾ فنفى ذلك بالعلم، وهو النهاية، وقال في البقرة : ﴿ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ﴾ ولم تكن النهاية؛ فنفى بما هو دون العلم؛ لتكون كل دعوى منفية بما يلائمها، والله أعلم ". • قال ابن جماعة : " ﴿ لَا يَعْقِلُونَ ﴾؛ فلأن سياقه في اتخاذهم الأصنام والأنداد وعبادتها من دون الله ومحبتها؛ والعقل الصحيح أبى ذلك عند نظره، وأما : ﴿ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ فجاء في سياق التحريم والتحليل بعد ما افتتح الكلام، بقوله تعالى : ﴿ لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ وفي اتخاذ البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي، والتحليل والتحريم من باب العلم والنقل. وأيضاً : فلما ختم الآية قبله في المائدة بقوله تعالى: ﴿ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ ختم هذه الآية بــ ﴿ يَعْلَمُونَ ﴾ وكان الجمع بين نفي العقل والعلم عنهم أبلغ ".
روابط ذات صلة: