عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بَالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴿٦١﴾    [البقرة   آية:٦١]
  • ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴿١١٢﴾    [آل عمران   آية:١١٢]
• ﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ﴾ مع ﴿ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ﴾ • ما السر في تأخير ﴿ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ﴾ في البقرة، وتقديمه في آل عمران ؟ • قال الغرناطي : " لما سألوا في البقرة عن مأكلهم ما فيه خسة، وما يستلزم الذلة والصغار، والمهنة في التوصل إلى الانتفاع به، وذلك ما طلبوه في قولهم : ﴿ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ﴾ عوضاً مما لا تكلف فيه ولا مشقة من المن والسلوى، الذي كان ينزل عليهم عند الحاجة بغير مؤنة؛ ولهذا قيل لهم : ﴿ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بَالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ فلما سألوا ما يستلزم مهنة النفس، ودناءة الحال لما أجرى به الله تعالى العادة من أن الذي سألوه لا يتوصل إليه إلا بتكلف ومشقة، فلما سألوا ما حاصله خسة وامتهان؛ ناسب ذلك أن يناط به ذكر ضرب الذلة والمسكنة عليهم، ثم أعقب ذلك ما باؤوا به من غضب الله الذي سبق به القدر عليهم، ونعوذ بالله من غضبه. ولما تقدم في آل عمران قوله تعالى : ﴿ لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ ﴾؛ ناسب هذا تقديم ما لا نصرة لهم معه، ولا فلاح، وهو ما باؤوا به من غضب الله عليهم، فقال تعالى : ﴿ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ﴾ ".
روابط ذات صلة: