عرض وقفة أسرار بلاغية

  • ﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٣٥﴾    [البقرة   آية:٣٥]
  • ﴿وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٩﴾    [الأعراف   آية:١٩]
• ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾ مع ﴿ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾ • ما السر في ورود أمرهما بالأكل في البقرة بواو النسق (المقتضية عدم الترتيب ما لم يفهم من غيرها)، وفي الأعراف بالفاء (المقتضية الترتيب والتعقيب) والأمر واحد، والقصة واحدة ؟ • قال الغرناطي: " الوارد في الآيتين مختلف في الموضعين، أما الوارد في البقرة؛ فقصد به الإخبار والإعلام لرسول الله ﷺ بما جرى في قصة آدم، وابتداء خلقه، وأمر الملائكة بالسجود له، وما جرى من إبليس عن السجود، ثم ما أمر آدم من سكنى الجنة، والأكل منها، ولم يقصد غير التعريف بذلك من غير ترتيب زماني، أو تحديد غاية؛ فناسبه الواو وليس موضع الفاء، وأما آية الأعراف؛ فمقصودها تَعداد نعم الله جل وتعالى على آدم وذريته؛ فناسب هذا القصد العطف بالفاء المقتضية الترتيب ". • وقال الكرماني: " قيل: إن السكنى في البقرة : للإقامة، وفي الأعراف: اتخاذ المسكن، فلما نسب القول إليه تعالى: ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ ﴾ ناسب زيادة الإكرام بالواو الدالة على الجمع بين السكنى والأكل، ولذلك قال فيه: ﴿ رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾؛ لأنه أعم، وفي الأعراف: ﴿ وَيَا آدَمُ ﴾، فأتى بالفاء الدالة على ترتيب الأكل على السكنى المأمور باتخاذها؛ لأن الأكل بعد الاتخاذ، و﴿ مِنْ حَيْثُ ﴾ لا يعطي عموم معنى ﴿ حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾.
روابط ذات صلة: